يقول: "ويدل على فساده -أي على أنه ليس استقراراً وليس استواء حقيقياً- وجوه عقلية ووجوه نقلية".
أقول: أما من الناحية العقلية فلا نعجب، لأننا نعلم أنهم يخوضون فيما يظنون أنه العقل خوضاً بعيداً، لكن العجب من قوله: ووجوه نقلية؛ ولذلك فسنهتم بها أكثر، لنعلم تناقضهم وتخبطهم.
وسنذكر بعض الوجوه العقلية التي ذكرها، فمن ذلك قوله: "لو ثبت كونه تعالى في حيز، لكان: إما أن يكون أعظم من العرش، أو مساوياً له، أو أصغر منه" تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً!
لقد أتى بكلمة (حيز) وهذه الكلمة لم يذكرها الله تعالى ولا نبيه صلى الله عليه وسلم، ولم يذكرها أهل السنة، بل إنه يفترض من عند نفسه أن ما ذكره الله تعالى أو نبيه صلى الله عليه وسلم أو أثبته أهل السنة يعني الحيز، فقد تبادر ذلك إلى ذهنه ثم بنى عليه الاحتمالات الفاسدة، ثم قال: "فإن كان الأول كان منقسماً؛ لأن القدر الذي منه يساوي العرش يكون مغايراً للقدر الذي يفضل عن العرش" تعالى الله عن ذلك!
ثم تكلم عن الجهة فقال: "إن العالم كرة، وإذا كان الأمر كذلك امتنع أن يكون إله العالم حاصلاً في جهة فوق!" ومن حججه يقول: "لو كان إله العالم فوق العرش، لكان إما مماساً للعرش، أو مبايناً له لبعدٍ متناهٍ أو بعدٍ غير متناهٍ، والأقسام الثلاثة باطلة، فالقول بكونه فوق العرش باطل".. سبحان الله! لقد ذكر الله تعالى أنه فوق العرش وأنه مستو عليه، وهو يقول: إن هذا باطل!!